-A +A
إبراهيم إسماعيل كتبي
في كل بلاد الدنيا الواسعة تقع حوادث طرق ووفيات وإصابات بنسب مختلفة، لكن (نحن غير) حيث المعدلات الحاصلة عندنا جعلتنا للأسف في صدارة العالم قياسا بعدد الحوادث وعدد الضحايا من وفيات وإصابات. وحتى اليوم نقرأ إحصائيات مختلفة لكن أقلها يكشف عن أكثر من 1600 حالة وفاة في مواقع الحوادث فقط، وأضعاف ذلك من إصابات يعيش أصحابها بإعاقات دائمة، وكثير منها حالات خطيرة لإصابات في الرأس والعمود الفقري وغير ذلك.
وكانت المملكة شاركت في أسبوع المرور الخليجي تحت شعار (سلامتك تهمنا) ونتمنى أن تصل الرسالة إلى كل قائد سيارة بل كل مواطن ومقيم، ويدرك معنى السلامة وكيف يحافظ على أسبابها حتى تحافظ عليه، خاصة وأن حوادث وفيات وإصابات معلمات وطالبات وطلاب تسبب ضحايا بالجملة وكذا حوادث حافلات الحجاج والمعتمرين على الطرق السريعة، وتخلف مآسي، وفوق ذلك خسائر بالمليارات هي قيمة المركبات وتكاليف علاج طويل ومكلف.

لذلك لا نجد وصفا أدق للتهور والمغامرة على الطرق، مما وصف به سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، عندما قال إنه (إرهاب شوارع) حيث لا فرق بين من يحمل سلاحا ويقتل عمدا، وبين متهور يتسبب في حادث يودي بحياة عائلة بأكملها. وليت رسالة (يعطيك خيرها) تصل للجميع، وهي بادرة موفقة من الجمعية بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، استشعارا بالأمانة وضمير المسؤولية، فهل ينبع هذا الضمير أولا لدى كل من يقود سيارة ليحافظ على حياته وحياة الآخرين معه وسلامة شركائه في الطريق؟!.
إن حملات أسبوع المرور الخليجي والجمعية، يجب أن تتحول إلى صوت مستمر على الطرق وفي الشوارع الرئيسية لمدننا مع كاميرات (ساهر) لتحذر المتهورين وتوقظ الغافلين من غفوة ضميرهم قبل المآسي وعذابات ضمير بعد فوات الأوان، خاصة وأن إنسان العصر بدل ليله نهارا فأصبح نهاره ليلا يغالبه فيه النعاس على الطرق وفي العمل وحتى البيوت ورباتها وأفراد الأسر كبارا وصغارا، فغابت السلامة على الطرق وضاعت الجودة في العمل.
إن الأهداف المرجوة تستدعي مشاركة مجتمعية واسعة، والالتزام القانوني والأخلاقي بقواعد وأنظمة المرور، شأنها شأن الالتزام الأمني بكل جوانبه دون تهاون في التطبيق، وبهذا نطمئن لدعائنا لكل صاحب وقائد سيارة عندما نقول له (يعطيك خيرها ويكفيك شرها) ..صاحبتكم السلامة.